الواصل المدير العام
عدد الرسائل : 83 تاريخ التسجيل : 21/09/2008
| موضوع: هل انت نصف (بار) ام نصف (عاق)....؟؟ الإثنين أكتوبر 20, 2008 2:11 pm | |
| ارسل لي قريبي يو الاثنين الماضي رسالة يقول فيها (( ماتت أمي اليوم والصلاة في جامع الملك فهد )) تأثرت لهذه الرسالة أشد التأثير لعلمي بعظيم حب قريبي لأمه وحرصه على برها وطاعتها ولأن المرض لم يمهلها كثيرا ذهبت للمقبرة للقيام بالواجب ( طبعا هذا الواجب أصبح للأقارب والأصدقاء ) مع انه حق عليك لكل مسلم كانت الجموع كثيرة والحزن قد كسا الوجوه الذاهلة حرقة وألما كان قريبي مع بعض الرجال في القبر يجهز المكان لأمه الغلية يضع الحجار الكبيرة ويرص الأحجار الصغيرة في مشهد مؤثر تتفطر له القلوب كمدا بالأمس القريب كان يدني منها اللحاف الدافئ ويختار لها الوسادة اللينة وهو اليوم يتقرب لله بهذا التراب الذي يجمعه لها وبهذه الأحجار التي يرصها حول قبرها هوا الآن يقدم لأمه أقصى مايقدر عليه من صنوف البر والطاعة لأنه يعلم أنها بعد لحظات يسيرة سوف تغيب عن الأنظار سوف يتسابق الناس في إخفائها عنه لن يبقى لذكرى هذه الأم إلا قبر يتساوى مع مئات القبور التي حوله ولن يلمح حين زيارتها يوما من الأيام سوى هذه المعالم التي سوف تبلى وتزول لن يرى كما اعتاد وجها بساما وعينا متلهفة لن يسمع دعاء صادقا وشوقا عارما وكل الذي سيسمعه عند زيارته صدى دعائه السلام عليكم دار قوم مؤمنين لن يسمعها تقول له يوما ن الأيام : ولدي أطالع في جبينك لوعتي وارى بوجهك شقوتي وعنائي ياليت أني قد سبقتك للثرى ومشيت أنت مع الرجال ورأئي ولدي فقدت به الحياة وطيبها ومن العجيب فناؤه وبقائي لن يسمع ذلك أبدا لأن هذه الأمنية قد تحققت وسبقته للثرى كما تمنت لا أخفيكم أنني شعرت بألم يطعن قلبي حين لمحت الأخ الأصغر لقريبي وهو يبكي كان يحاول إخفاء دموعه (بشماغه) لأن من يبكي في المقبرة لابد أن توه له السهام ويناله من التوبيخ وطلب الصبر فعلا أصبح البكاء في المقابر مستغربا !!!! رجعت للحي وقبل ان أدلف للشارع الموصل للبيت توجهت للمطعم أبو عبدالله صاحب المطعم سألني عن سبب خروجي المبكر من العمل فأخبرته أين كنت وعن وفاة أم قريبي وذهابنا لدفنها فقال سبحان الله أغلق على أولادها اليوم باب للجنة !!! اخترقت هذه الكلمات كل حواجز الغفلة واستقرت في قلبي وجدت لها رغم بساطتها مكانا خاليا فاستوطنت فيه قبل لحظات إذن أغلق باب للجنة كان مشرعا مفتوحا ينادي العابرين هو الآن مغلق!!! خلقت عبارات (ابوعبدالله) في داخلي عشرات الأسئلة التي سبحت في فضائي ولم تجد لها أجوبة يا ترى هل استمعت لنداء هذا الباب الذي ظل يناديني عشرات السنين هل أنا من الذين بروا أمهاتهم هل أنا من الذين قدموا رغبات الأم على ما سواها هل انا من الذين استشعروا هذه المنة من الله تعالى .... هل أغضبتها في يوم من الأيام؟؟ هل نامت في يوم من الأيام وهي ساخطة علي؟؟ ثم ما هو تقييم الناس لي .. هل أنا بار .. ام أنا عاق؟؟ ويحك يا أبا عبدالله ماذا صنعت بي ؟؟ عصفت بي هذه الأسئلة طوال يومي ذاك وخرجت بتقييم لبعض أحوالنا أسأل الله لنا التوبة مشكلتنا أننا إما نصف بار .. أو نصف عاق .. لا نقول لهم (لا) ولكن لا نقدم جميع رغباتهم !! لا نقول لهم (أف) ولكن نقول لهم (بعدين) عندما يطلبون منا شيئا لا نسهر على راحتهم ولكن إذا طلبوا المستشفى أوصلناهم لا نسخر من أرائهم ولكن نقدم رأينا على رأيهم وهكذا....... أشعرنا أنفسنا أننا بارون بهم وفي نفس الوقت أبعدنا الهاجس الذي يطاردنا بأننا عاقون لهم وهكذا عشنا في منطقة ليست خضراء مورقة وليست كالحة معتمة ولن ندرك هذا الخطأ الفادح إلا بكلمات تشبه كلمات (أبو عبدالله) أغلق اليوم باب للجنة لن يفتح لنا أبدا .. | |
|